اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 103
اليوم مجزى بما كسب بحيث لا يُظْلَمُونَ فالنيل والوصول يومئذ لأرباب الفضل والقبول والويل والثبور لأصحاب الطرد والخمول أدركنا بلطفك يا خفى الألطاف فاعف عنا يا رحيم يا غفور
قُلِ يا ايها المتحقق بمقام الشهود الذاتي المكاشف بوحدة الحق دعاء صادرا من لسان مرتبتك الجامعة الشاملة لجميع المراتب اللَّهُمَّ يا مالِكَ الْمُلْكِ اى المتصرف على الإطلاق المستقل بالالوهية والربوبية بكمال الاستحقاق أنت تُؤْتِي وتعطى بلطفك وأنت تكشف بكمال فضلك وجودك الْمُلْكِ المطلق اى التحقيق بمرتبة التوحيد مَنْ تَشاءُ من خواص مظاهر صفاتك وأسمائك وَأنت تَنْزِعُ وتمنع وتستر بقهرك الْمُلْكِ المذكور مِمَّنْ تَشاءُ من العوام تتميما لمقتضيات أوصاف جمالك وجلالك ولطفك وقهرك وَأنت تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ بايصالهم الى فضاء فنائك وَايضا أنت تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بابقائهم وراء حجاب سرادقات عزك وجلالك وبالجملة بِيَدِكَ وبقبضة قدرتك وبمقتضى مشيتك وارادتك الْخَيْرُ [2] كله اى الوجود وظهوره على أنحاء شتى واطوار لا تعد ولا تحصى إِنَّكَ بذاتك وبمقتضى أسمائك وصفاتك عَلى كُلِّ شَيْءٍ من مظاهر تجلياتك قَدِيرٌ لا تنتهي قدرتك عند مقدور أصلا
ومن جملة مقدوراتك انك تُولِجُ اى تدخل وتدرج الى حيث تظهر اللَّيْلَ اى العدم فِي صورة النَّهارِ اى الوجود إظهارا لقدرتك حسب لطفك وجمالك وَتُولِجُ أنت ايضا النَّهارِ اى نور الوجود فِي اللَّيْلِ اى مشكاة العدم إظهارا لقهرك وجلالك وَأنت تُخْرِجُ وتظهر الْحَيَّ الحقيقي الذي هو عبارة عن نور الوجود مع غاية صفائه وظهوره مِنَ الْمَيِّتِ اى العدم الأصلي الذي هو مرآة التعينات وَايضا أنت تُخْرِجُ الْمَيِّتَ اى العدم الجامد الذي ما شم رائحة الحيوة أصلا بامتداد اظلال أسمائك ورش رشحات صفاتك عليه مِنَ الْحَيِّ الذي لا يموت ابدا الا وهو ذاتك وَبالجملة أنت تَرْزُقُ بلطفك وجودك مَنْ تَشاءُ من مظاهرك من موائد فضلك وجودك ونوال إنعامك وإحسانك بِغَيْرِ حِسابٍ تفضلا لهم وامتنانا عليهم بلا مظاهرة احد ومعاونته هب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب ثم لما بين سبحانه ان الهداية الى طريق التوحيد والإضلال عنه انما هي بقدرته واختياره بحيث يؤتى ملك توحيده من يشاء من عباده ويمنعه عن من يشاء أراد ان ينبه على خلص عباده بما يقربهم الى الهداية ويبعدهم عن الضلال
فقال تحذيرا لهم وتخويفا لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ المتوجهون نحو توحيد الذات الطالبون المريدون افناء ذواتهم الباطلة في ذات الحق الحقيق بالحقية ليخوضوا في لجج بحر التوحيد ويفوزوا بدرر المعارف والحقائق الكائنة فيها الْكافِرِينَ الساترين بهوياتهم الباطلة وماهياتهم الكثيفة العاطلة المظلمة نور الوجود أَوْلِياءَ من دون المؤمنين ولا يصاحبون معهم ولا يجلسون في مجالسهم موالاة لهم ومواخاة معهم لقرابة طينية وصداقة جاهلية سيما قد خلوا معهم مِنْ دُونِ حضور الْمُؤْمِنِينَ المظاهرين لهم لئلا يسرى كفرهم ونفاقهم إليهم إذ الطبائع تسرق والأمراض تسرى سيما الكفر والفسوق لان الطبائع مائلة إليهما بالطبع وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ولم يترك مصاحبتهم وموالاتهم فَلَيْسَ مِنَ ولاية اللَّهِ وطريق توحيده فِي شَيْءٍ بل هو ملحق بهم معدود من عدادهم بل أسوئهم حالا وأشدهم جرما ووبالا عند الله بعد ما نهاهم الله عنها ولم ينتهوا إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا وتخافوا مِنْهُمْ تُقاةً توجب [2] خص الخير بالذكر لان الوجود خير محض لا شرفيه قطعا منه
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 103